السيرة الذاتية للشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله


عبد الحميد كشك؛ عالم دين وداعية مصري عرف باهتمامه بشؤون البسطاء وجرأته على تحدي الحكومات والسخرية من عالمي السياسة والفن.
 وقد قادته خطبه النارية إلى السجون والفصل من الوظائف.


 المولد والنشأة ولد عبد الحميد بن عبد العزيز بن محمد كشك عام 1933 في قرية شبراخيت بمحافظة البحيرة حيث نشأ يتيما وفقد بصره في مرحلة مبكرة من حياته. الدراسة والتكوين تلقى كشك تعليمه الابتدائي في المعهد الأزهري بالإسكندرية وأتم حفظ القرآن الكريم في الثانية عشرةمن عمره، ثم التحق بالمدرسة الثانويّة الأزهريّة وحصل منها على الثانوية وحل في المرتبة الأولى على مستوى الدولة رغم أنه كفيف البصر.
 التحق بالأزهر ونال منه الشهادة العالميّة 1961 ثم تخرج في كلية أصول الدين عام 1964. درس الشيخ كشك المتون الفقهية واللغوية وتأثر بالمشايخ: محمد جاد وكامل شاهين ومصطفى الحديدي وإبراهيم زيدان. الوظائف والمسؤوليات بعد تخرجه من الأزهر عين معيدا بكلية أصول الدين ولكنه سرعان ما استقال من الوظيفة، وعين رسميا إماما وخطيبا لمسجد عين الحياة بحدائق القبّة بالقاهرة. التجربة الدعوية انخرط الشيخ كشك في النشاط الدعوي والاهتمام بمشاكل الناس في مرحلة مبكرة من عمره، وقد خطب في قريته إماما وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة. أثناء دراسته الثانوية والجامعية أبدى كشك نبوغا وتفوقا في العلوم الدينية واللغة العربية مما أهله لاعتلاء المنابر الدعوية وتصدر الأنشطة الطلابية. وبعد إكمال دراسته الجامعية تفرغ مباشرة للدعوة والتعليم والدفاع عن حقوق المواطنين. وقد جذبت خطبه ودروسه مختلف شرائح الشعب المصري لعدة عقود. واظب الشيخ كشك على الخطابة وإلقاء الدروس في جامع عين الحياة بحدائق القبة لعشرين عاما. وعرف بخطبه النارية ونقده اللاذع للرؤساء المصريين والعرب. وغالبا ما تسجل خطبه وكلماته على أشرطة كاسيت وتلقى رواجا كبيرا في مصر والدول العربية. لقيت عباراته ومقولاته قبولا واسعا لدى الجمهور العربي داخل مصر وخارجها حيث يرددها الناس أحيانا استحسانا لحسه الفكاهي وأحيانا إعجابا ببلاغته وتضلعه في اللغة العربية. بيد أن الشيخ كشك دفع ثمن جرأته مرات عديدة، ففي عام 1965 سجنه نظام عبد الناصر ومكث عامين ونصفا يُنقل بين سجون طرّة وأبو زعبل والقلعة والسّجن الحربي “حيث واجه التّعذيب والّتنكيل”. بعد الإفراج عنه عاد للخطابة في مسجد عين الحياة وواصل انتقاد الحكومة ومطالبتها بإنصاف المواطنين والتوقف عن ظلمهم ومحاربة الفساد. وكثيرا ما حث على تطبيق الشريعة الإسلامية بدل القوانين الوضعية. في عام 1978 وقّع الرئيس المصري الراحل أنور الساداتاتفاقية سلام مع إسرائيل في كامب ديفد، مما أثار غضب شرائح واسعة من الشعب المصري. وقد عبّر الشيخ كشك عن هذا الغضب على منبره فعارض نظام السادات بقوة واتهم حكومته بخيانة الإسلام. في عام 1981 قبض على الشيخ كشك ضمن حملة شنها نظام السادات على معارضي اتفاقية كامب ديفد. بعد اغتيال السادات في ذات العام تولي حسني مباركرئاسة الدولة، وأفرج عن الشيخ كشك لكنه منعه من الخطابة، وقضى بقية حياته في منزله، إلأ أنه لم يتوقف عن نقد الحكومة والتهكم عليها في مجلسه. عرف الشيخ كشك بزهده في المال ورفضه للهجرة إلى الخارج لتحسين وضعه المادي والخلاص من حصار النظام المصري له. وقد اشتهر بنقده الحاد وسخريته من الرؤساء والفنانين، ويؤثر عنه قوله إن أنور السادات يخلو من النور ومن السيادة. وأما حسني مبارك فقال إنه لا يمثل الحسن ولا البركة، فيما نفى عن الأديب توفيق الحكيم صفتي الحكمة والتوفيق. وعندما سأله أحد ضباط المباحث أثناء التحقيق معه: ماهي مهنتك رد عليه الشيخ كشك: أنا مساعد طيار. أراد الشيخ التهكم على ما اعتبرها وقاحة من الضابط كونه يدرك أنه شيخ كفيف لا يمارس سوى وظيفة الخطابة التي منعته منها السلطة. ويؤثر عن الشيخ أنه استثنى مرة المصلين في الصف الأول من الدعاء لهم وبرر ذلك بكونهم من رجال المخابرات، بمعنى أنهم قدموا لتسجيل خطبته وكتابة تقارير أمنية عن الحضور. لقبته الأوساط الإسلامية والدعوية بفارس المنابر كونه يعتبر من أشهر خطباء القرن العشرين في العالمين العربي والإسلامي، ويقال إنه لم يخطئ في اللغة العربية. المؤلفات ألّف الشيخ كشك تفسيرا للقرآن في تسعة مجلدات تحت عنوان “في رحاب التفسير”. وله أكثر من 2000 خطبة مسجلة جمعها تلامذته في كتب بينها: شعاع من نور الإيمان، وفي رحاب السكينة، وروضة الروح، وأحاديث الجمعة ومواعظها. الوفاة توفي الشيخ عبد الحميد كشك بالقاهرة يوم الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول عام 1996  

تعليقات

المشاركات الشائعة