كيف ندخل الى الجنة من غير حساب❤

وصف #الله_تعالى مشهد الحساب يوم القيامة في القرآن الكريم، ودلّ وصفه على أنّه مشهدٌ عظيمٌ مهولٌ، ففيه الكثير من الخوف والهلع، والوجل، والرعب، حتى إنّ عقول الناس تطيش وتتعجّب من هول ما ترى في صحائف الأعمال، فحتى مثاقيل الذرّ من حقوق العباد مسجلةٌ فيها،

حيث قال الله -تعالى- في وصف ذلك الموقف: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)،[١] ويبدأ الحساب يوم القيامة بأمّة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، ويأخذ كلّ إنسانٍ كتابه بحسب عمله ومصيره، فإن كان من السعداء؛ فيأخذ كتابه بيمينه، وإن كان من الأشقياء؛ فيأخذ كتابه بشماله، ومن وراء ظهره، ويكون أول ما يُسأل عنه العبد المسلم من أعماله الصلاة، فإن صلُحت صلُح سائر عمله، وإن فسدت فسُد سائر عمله، وأول ما يُقضى به بين الناس من الحقوق هو الدماء.[٢] ويكون حساب العباد يوم القيامة على نوعين؛ الأول منهما: الحساب اليسير، والثاني: الحساب العسير، فأمّا الحساب اليسير: فهو العرض، ويكون للمؤمن دون غيره، ويسأله الله -تعالى- فيه عن علمه، وعمله، ونعمه عليه، فيُجيب العبد بما يشرح صدره، ويُثبت حجّته، ويُديم النعمة عليه، وعند عرض ذنوب العبد عليه، يقرّ ويعترف بها، فيسترها الله -تعالى- عليه، ويتجاوز عنها، وبالتالي فلا يُناقش في حسابه، ولا يحقّق معه، بل يأخذ العبد كتابه بيمينه، ويذهب فرحاً مستبشراً، للقاء أهله، وصحبه في الجنة؛ لأنّه نجا من عذاب جهنّم، وفاز بالجنّة والثواب العظيم، وأمّا الحساب العسير: فهو الحساب الذي يناقش فيه الله -تعالى- العبد، وذلك حساب الكفّار، ومن شاء الله -تعالى- أن يحاسبه به من عصاة الموحّدين، وقد يطول حسابهم، ويعسر جداً، وذلك تبعاً لِما هم عليه من الذنوب، وفيما يتعلّق بعصاة الموحدين، فإنّ الله -تعالى- يدخل من يشاء منهم النار، إلى أمدٍ معينٍ، ثمّ يخرجهم إلى الجنة إلى الأبد
كيفية دخول الجنة بغير حساب أخبر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن صنفٍ من أمته، يدخلون الجنة بغير حسابٍ من الله عزّ وجلّ، وقد وصفهم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّهم يكونون على هيئة القمر المنير يوم القيامة، حيث قال: (تَنجو أوَّلَ زُمرَةٍ وُجوهُهم كَالقَمرِ ليلةَ البَدرِ، سَبعونَ ألفاً لا يُحاسَبونَ)،[٤] وأخبر أيضاً ببعض صفاتهم؛ ليعلم بها المسلمون، وليحرصوا على التمثّل بها، فقال: ( يدخلُ الجنةَ من أُمَّتي سبعون ألفاً بغيرِ حسابٍ، قالوا: من هم؟ يا رسولَ اللهِ، قال: هم الذين لا يَسترْقونَ، ولا يتطيَّرونَ، ولا يكتَوونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ)،[٥] ويظهر من ذلك أنّ من أراد أن يكون ممّن يدخلون الجنة بغير حسابٍ، فعليه أن يتّصف بصفاتهم، وفيما يأتي بيانها على وجه التفصيل:[٦]

تعليقات

المشاركات الشائعة