هل يجوز للمرأة ان تعلق على مواضيع دينية قام بنشرها رجل؟

           فضيلة الشيخ احمد جلال.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
● فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على الدعوة إلى الله تعالى، فهذا عمل من أشرف الأعمال واستخدام الفيسبوك في الأمور النافعة أمر حسن، فهو وسيلة تبليغ ونشر للخير، وأما كتابة المرأة مثل عبارات الثناء المذكورة تعليقا على موضوع من المواضيع فجائز، وكذا مشاركة الأعضاء رجالا ونساء في مناقشة موضوع من المواضيع النافعة،ع الالتزام بالضوابط الشرعية، وعدم الخضوع بالقول، والاقتصار على الحاجة.  وإن كانت المشاركة تؤدي إلى الخضوع بالقول الحرام أو المحادثات المريبة بين الرجال والنساء أو الرؤية لما لا تحل رؤيته، أو تثير شيئا من دواعي الفتنة، فإنها تكون بذلك حراماً، فقد روى الشيخان واللفظلمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. وبهذا يعلم أن للوسائل حكم المقاصد؛ كما قال أهل العلم، فإن استعلمت في واجب كانت واجبة، وإن استعلمت في حرام كانت حراماً. وبناء عليه.. فلا حرج -إن شاء الله- في مناقشة الرجل للمرأة، أو المرأة للرجل إذا كانت لأجل الدعوة إلى الله عز وجل والتعليم إذا روعيت الضوابط التي ذكرناها، ودليل الجواز الكتاب والسنة، وسيرة الصحابة الأئمة، فمن الكتاب، قصة خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها التي جاءت تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي أنزل الله عز وجل في شأنها قوله: قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {المجادلة:1} .
 ومن السنة حديث سهل بن سعدرضي الله عنه قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.... الحديث رواه البخاريومسلم.   فلا ريب في أن توزيع مثل هذه المنشورات الدعوية عمل حسن يثاب فاعله إن شاء الله، فنوصيكم بالاجتهاد في هذا الأمر وبخاصة في تلك الأوساط التي تمس فيها حاجة الناس إلى التذكير بمعاني الإيمان وحقائق الدين، لكثرة الجهل، وانتشار المنكرات وفشو المخالفات الشرعية 

تعليقات

المشاركات الشائعة